Tag Archives: فن الطباعة

فن الطباعة الحريرية ( سيلك سكرين )

قياسي

تعتبر الطباعة الحريرية , أو ما يعرف بـ ( السيلك سكرين ) silk screen . من أقدم أساليب الطباعة .

وسميت بـ ( الحريرية ) نسبة إلى قماش الحرير الذي يستخدم في عملية الطبع . والمسماة ( حريرة ) ,  وهي تختلف عن الطباعة ( الحرارية ) فهذا نوع آخر مختلف . نسبة إلى ( الحرارة ) حيث تتم عملية الطبع فيها بما يسمى ( الكبس الحراري ) , غير أن كثير ممن يتناولون موضوع (السيلك سكرين )  يخلطون بين المسمين  ظنا منهم بأنه نوع طباعي واحد .

والسيلك سكرين أو ( الطباعة الحريرية )  تعتبر الآن بدائية مقارنة بالتطور الطباعي المذهل حاليا .. بيد أنها رغم كل هذا , وبرغم القفزة الهائلة في تكنلوجيا الطباعة – ما زالت تستخدم إلى اليوم , ومازال الكثير من أصحاب الأعمال والتجار ينجزون العديد من أعمالهم بواسطة هذا النوع من الطباعة .

فبصرف النظر عن الجودة الطباعية التي لا مجال للمقارنة فيها بين الطباعة الالكترونية الحديثة والطباعة الحريرية , ومحدودية الألوان وفرزها لدى هذه الأخيرة – إلا أن من مميزاتها بأنه بالإمكان طباعة أي شيء بنفس الآلة  : منشورات – كروت شخصية – بطاقات أفراح …

والطباعة على أي شيء :  كرتونخشب بلاستيكمعادن

وعلى الكثير من المواد : أقمشة أكوابأقلامميدالياتدروعساعات … الخ .

وكل ذلك بأدوات وأجهزة وإمكانيات بسيطة نسبيا , وتنجز الكثير من الأعمال التي لا تقوم بها إلا  مطابع كبيرة ذات مكائن وآلات ضخمة ومكلفة , وبالطبع فأسعار أعمالها تكون عالية جدا مقارنة بمطبوعات(السلك سكرين ) القليل الكلفة , لذا بقيت الطباعة الحريرية إلى اليوم , إذ مازال لها حضور جيد  , ولم تنقرض رغم التقدم المتسارع والكبير في مجال الطباعة . بل أن كثير من المطابع الكبيرة تنجز بعض أعمالها لدى الخطاطين الذين يجيدون الطباعة الحريرية , وبعضها لديها أقسام لهذا النوع من الطباعة داخل مقراتها يعمل فيها طباعين محترفين رغم توفر أحدث معدات الطباعة لديها .


وفكرة هذه الطريقة بسيطة و فريدة في نفس الوقت . وهي قريبة إلى حد بعيد من طباعة ( الإستنسل ) . وتتلخص في قطعة من القماش الأبيض  مشدودة على لوح , تغطى بطبقة من الدهان بحيث تنسد كل المسامات الدقيقة التي فيه , ثم تغطى اللوحة  برسم أو كتابة . ثم تُعَرَّض  للضوء فتجف المادة المغطى بها القماش ماعدا المناطق التي حجبت برسم أو كتابة .

يغسل اللوح فيزول الدهان من المناطق المظلمة . تاركا خلفه ظل الشكل أو الرسم الذي حجب به .

ثم تمدد اللوحة ويمرر حبر فوقها , فيتسرب من المسام الفارغة  في القماش مكونا نفس الشكل الذي رسم أو خط .

تكرر العملية بعدد النسخ المراد طبعها .

هذه هي الفكرة العامة للطباعة الحريرية باختصار , ولكن تعالوا لنلقي نظرة على المواد  والأدوات اللازمة لها , وطريقة استعمالها .

وبالطبع فهذا الموضوع ليس درس تعليمي , وإنما هو فكرة عامة عن هذا الجانب من جوانب الفنون الطباعية , فتعلم وإتقان هذا النوع من الطباعة يحتاج إلى تدرب عملي , ومن الصعب تعلمها نظريا .

الجزء الأول : الأدوات والاحتياجات

===================

قاعدة الطباعة :

========

تحتاج الطباعة الحريرية إلى آلة للتثبيت ,  هذه الآلة  مهمتها تثبيت الشبلونات أو ( إطارات الطباعة ) .

وبالطبع فهذه الآلة تأتي جاهزة من المصانع المنتجة فيها . وهي غير ضرورية فبإمكان الطابع المحترف الاستغناء عنها بقاعدة بسيطة يصنعها بنفسه . كما أن هناك آلات أكثر ميكانيكية ذات حجم كبير وإمكانيات أكبر غير أن معظم الطباعين يستخدمون هذه الآلة البسيطة التي في الصورة .

الشبلونات ( إطارات الطباعة ) :

==================

 

الشبلونة هي إطار خشبي يشد عليه القماش الخاص بالطباعة . وهذا النوع من الأقمشة ذات مواصفات عالية الجودة ويصنع خصيصا لهذا الغرض , ومنه ما هو دقيق جدا , ويستخدم للطباعة الصغيرة جدا , ونوع متوسط ويستخدم لطباعة الكروت الشخصية والمنشورات . ونوع ذات فتحات أكبر يستخدم للطباعة على الخشب و الكرتون والمواد الصلبة أو المساحات الكبيرة .

الأحبــــار :

======

للطباعة الحريرية أحبار خاصة , تأتي عادة عالية الجودة بحيث تكون أكثر انسيابية , وذات ألوان ثابتة لمدة طويلة . هذه الأحبار غالية بالطبع , فالعلبة الواحدة ( 1) كجم . يبلغ ثمنها تقريبا20 دولار .

بيد أنها تكفي لطباعة عدد ضخم من المطبوعات بمختلف أنواعها . كما أن الطابع أو المطبعة لا تحتاج إلى أنواع مختلفة من الألوان , فيكفي الأوان الرئيسية فقط واللونين الفضي والذهبي .

المادة الحساسة :

========

الحساس هو مادة شديدة التأثر بالضوء , فهي تجف بسرعة عندما تتعرض له , لذا تستخدم هذه المادة لتغطية القماش ( الشبلونة ) .. بعد إن يضاف لها كمية من مادة أخرى شديدة التركيز تأتي مرافقة لها في زجاجة صغيرة , تخفف بالماء ثم تخلط داخل العلبة الكبيرة , بحيث يستخدم الخليطين معا بصورة دائمة . ويمكن استخدام الزجاجة الصغيرة منفردة مع كل عملية طباعة بإضافة نقطة منها على المادة الحساسة .  وهذا ما يفعله محترفي الطباعة للحفاظ على المادة الحساسة من الجفاف أوالتلف , إذ أنها تحتاج إلى عناية فائقة لتبقى أكبر مدة ممكنة.

التنــرات ( المواد الحارقة ) :

================

هناك نوعين من التنر تستخدم في عملية الطباعة الحريرية . نوع يستخدم لتخفيف الأحبار . ونوع يستخدم لإزالتها من القماش .

وهذين النوعين ذات رائحة نفاذة جدا . لذا ينبغي على الطابع أن يكون حذرا . وان يرتدي كمامات عند استخدامها , وحبذا لو ارتدى – أيضا –  قفازات شفافة , حيث إن هذه المواد مؤذية للجلد .

الملح ( بودرة الغسيل )  :

==============

18

هذه المادة في الحقيقة ليست بملح الطعام , وإنما مادة كيميائية بيضاء تشبه طحين البودرة . وتستخدم لغسيل الشبلونات من المادة الحساسة , وذلك بإضافة كمية منها على كمية من الماء وخلطهما معا , ثم استخدام هذا الماء في غسيل الشبلونات ( إطارات الطباعة ) .

الماسحات البلاستيكية :

=============

الماسحات عبارة عن قبضة خشبية أو من الألمنيوم  , مثبتة في طرفها قطعة من البلاستيك . تستخدم في سحب الحبر على الشبلونة . وهذه الماسحات تأتي بمقاسات مختلفة تبعا لحجم مساحة العمل , فكلما كان مساحة الشبلونة كبيرا , أو المادة المطبوعة – يحتاج الطابع إلى ماسحة أكبر .

ورق الكـــلك :

======

الكلك ورق شفاف ذات نوعية معينة يكتب أو يرسم الشكل المراد طبعه , وذلك بلون أسود ثقيل ( غامق ) لا ينفذ الضوء من خلاله .

صندوق الإضاءة :

==========

نحتاج أيضا إلى صندوق مغلق من كافة الجوانب ماعدا من الأعلى , حيث يكون سقفه من الزجاج . وبالصندوق من الداخل  عدة مصابيح إضاءة مستطيلة ( لمبات ) مصفوفة بجانب بعضها .. وهي من هذا النوع الذي تشاهده في هذه الصورة .

الحجم المناسب راجع للطابع ومدى احترافيته , والأعمال التي تسند إليه أو يقوم  بها عادة . ولكن الحجم المناسب في الحالات العادية  ( 50×80) سم . وارتفاعه تقريبا ( 40) سم من مستوى لمبات الإضاءة . هذا الصندوق عمله يقوم بتعريض الشبلونات المهيئة للطباعة – للضوء اللازم لإخراجها .

أشرطة لاصقة :

========

 

نحتاج إلى نوعين من الأشرطة اللاصقة , نوع عريض شفاف أو بني ذات العرض ( 5 ) سم . ونوع صغير ( 1 ) سم . كالمستخدم في لزق النقود .

قطن طبي :

======

 

نحتاج أيضا إلى كمية من القطن الطبي .

جهاز استشوار :

========

هذا الجهاز عمله التسريع في جفاف الحساس المدهونة الشبلونات به , وأيضا لعملية تجفيفها بعد تنظيفها وغسلها بالماء .

الجزء الثاني : طريقة الطباعة

====================

نقوم بأخذ ورقة من الكلك , وهو يأتي على شكل  كراسة بعدة مقاسات , ثم نكتب عليه النص المراد طباعته . او نرسم عليه الشكل الذي نريد , وذلك بقلم ذات حبر شديد السواد . أو طبعة بطابعة الحاسوب مع تغميق الكتابة للحد المطلوب .

نقوم في مكان ذات اضاءة خافتة جدا – بدهن الشبلونة بمادة الحساس المشار إليها أعلاه , وذلك بواسطة بطاقة  بلاستيكية سميكة كالكروت البنكية أو الاتصالات , وبطريقة سريعة وفي نفس الوقت بخفة وإتقان بحيث يكون مستوى الدهان متساوي , فوجود مناطق كثيفة وأخرى غير ذلك قد يتسبب في تشوه الطباعة .


نقوم بتجفيف الشبلونة بجهاز الإستشوار .. وبدرجة حرارة منخفضة حتى لانتلف الشبلونه .. وايضا  بتمرير الهواء يمنه ويسره حتى لا يتركز التجفيف على مكان واحد .. كل هذا بصورة سريعة , وفي مكان خفيف الإضاءة  قدر الإمكان حتى لا تجف الشبلونة تماما .

بعد ذلك نثبت ورقة الكلك داخل الشبلونة وليس على ظهرها , وفي المنتصف . مع ضرورة أن يكون الوجه المطبوع ملاصقا للشبلونة . يثبت الكلك بشريط لاصق من الأطراف بقطع صغيرة وبحذر حتى لا نمسح الكتابة أو نحدث بقعا حبرية أو غيرها على الورقة .

نضع الشبلونة على صندوق الإضاءة . ونضع فوقها كيسا من الرمل , أو رزمة من الكتب أو غير ذلك , وذلك حتى لا يتسرب الضوء من الأطراف . ونضيء صندوق الإضاءة وتبقى الشبلونة معرضة للضوء من : 8- 12 دقيقة .

بعد ذلك نطفئ  إضاءة الصندوق , ونضيء الحجرة ,أو المكان المخصص للطباعة , ونأخذ الشبلونة ونزيل الكلك عنها برفق وحذر . ثم نغسل الشبلونة بماء عادي , والأفضل استخدام علبة رش  كتلك التي تستخدم لرش وغسل الزجاج , أو لرش المبيدات الحشرية . نضع فيها ماء طبيعيا و نرش بها الشبلونة لفتح مسام القماش لظهور الأحرف . ونستمر في ذلك حتى تبدو الرسمة أو النص واضح كل الوضوح , ونتأكد بأن لا يوجد حرف ما زال غير ظاهر .

بعدها نغطي أطراف الشبلونة من الداخل والخارج بشريط لاصق من النوع العريض الشفاف أو البني ذات الحجم 5 سم . والغرض من ذلك منع تسرب الحبر من أطراف الشبلونة عند الطبع .

نثبت اللوح أو إطار الطباعة ( الشبلونة ) على قاعدة الطباعة . ثم نضبط الورق أو الكرت المراد طباعته تحت اللوح .

نأخذ كمية من الحبر ونضغه في فنجان صغير أو نحو ذلك . ونخففه بقليل من ( التنر ) او المخفف المخصص له . ثم نصبه بعد ذلك على الشبلونة , وبالماسحة نحركة من الأسفل للأعلى والعكس . ثم نأخذ رزمة من قطع الجرائد , أوالورق التي لم نعد في حاجتها ونجرب الطباعة . وعندما نجد الطباعة بدت واضحة خالية من التشوهات نبدأ في طباعة الكروت أو المنشورات المراد طباعتها .

تتم الطباعة بسرعة , وتحتاج إلى شخصين . الطابع يتناول المنشور ثم يطبعه . والطرف الثاني يسحبه من تحت الشبلونة ويقوم برص الكمية المطبوعة بجانب بعضها على طاولة قريبة حتى تجف .

بعد الانتهاء من الطباعة يجمع الحبر الزائد ويعاد لعلبته , ثم تنظف الشبلونة من الحبر بواسطة المادة الخاصة بتنظيف الأحبار . ثم بعد ذلك يزال الحساس بواسطة الماء والملح , وكل ذلك بواسطة قطع صغيرة من القطن حفاظا على قماش الشبلونة من التلف . ثم تجفف بواسطة جهاز الاسشوار لتكون جاهزة لعملية الطباعة فيما بعد .

هذا كل شيء عن فن الطباعة الحريرية نظريا .

وكما أسلفت أعلاه فهي تحتاج إلى تدريب عملي لإتقانها , بيد أن هذا الموضوع يعطي الشخص فكرة عامة عنها وعن المواد المستخدمة فيها , حتى يتمكن من له ميول أو رغبة في تعلم هذه الحرفة أن يدخل لهذا المجال وقد أصبح لديه إلمام كامل بكل ما يتعلق بها نظريا . فلا يتبقى عليه إلا التطبيق . مستعينا بشخص يجيد هذا العمل .